بأقلامكم

ماذا يدخنون؟

التدخين

منذ نعومة أظفاري وهناك سؤالٌ ملحٌ في رأسي “ماذا يدخن المدخن؟”لا أعرف لماذا كان يخطر ببالي هذا السؤال وأنا في هذه السن الصغيرة، ولكن كنت أشعر بإجابته في داخلي كنت أشعر بعمق الإجابة، ولكن لم تقابلني في عقلي ،ظلت حبيسةَ نفسي فقط!.

عندما كبرت قليلًا عرفت أنهم يدخنون التبغ ،وهذا في أصله نبتة معينة ولكن لم تقنعني هذه الإجابة، هناك في قرارة نفسي تكمن الإجابة عندما أمسكت القلم شعرت أن كينونتي تحررت، شعرت أنها أكثر طلاقة، هنا أحسست أنها تمسك بيدي وتكتب بكل ثبات كأنها سلاسل الذهب على جيد امرأةٍ حسناء،” إنهم يدخنون روحهم!” هذا فقط؟! وتركتني وذهبت إلى العمق الدفين في.

هنا أحسست أن هذا الذي على جيد المرأة ليس فقط سلاسل ذهب بل هو المعلقة التي كانت تكتب في العصر الجاهلي، فكرت للحظات، نعم معك حق! يدخنون أرواحهم يدخنون شبابهم يدخنون عمرهم، هذه الغمامة السوداء من الدخان ما هي إلا حياتهم الزائفة، وتعجبت! كيف لهم أن يكونوا بهذه القسوة؟ فأنا أرى أطفالَهم أرى أزواجَهم وهم ينفخون فيهم بكل بساطة وقسوة، فيتشتتون في الفراغ الفسيح، أرى نفسَه وهو ثائرٌ كالثور الهائج وهو يبدد تلك الصورة بزفيرٍ تلوَ الآخر، زفيرٍ ملوثٍ بالتبديد بالاضطراب بالثورة، كرهتُ السيرَ في الشوارع كرهتُ رؤيةَ التدمير والتوتر والانفصال في غمامة الدخان العائمة في الهواء الفسيح حتى أنها طغت على هذا الهواء ولم تتركه لحاله وظلت تأخذ منه ومن نقائه،هذا أرى في دخانه طفلًا يبكي وهذا طفلًا يتعرقل في تلك السحابة فيسقط باكيًا!، وهذه فتاةٌ تتماثل الشفاء يبدو أن شخصًا عزيزًا عليها بدأ في طريقه نحو الإقلاع عنها_ من يسرق روحه _..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error

شاركوا غيركم عالم اقرأ كُتب